بوغانيم

لا تخلو ثقافة أي شعب من الموروث و الألوان الثقافية المتنوعة من موسيقى ومسرح و شعر... والثقافة الأمازيغية ككل هذه الثقافات غنية كل الغنى  بالعديد من هذه الألوان بالرغم من الطابع الشفهي الذي يغلب عليها، مما يجعلها في غالب الأحيان عرضة للانقراض و للنسيان في أحسن الأحوال.
من بين هذه الأشكال فن "بوغانيم" ، و لمن لا يعرفه فهو شخص يمزج بين الفكاهة بلباسه المزركش والغناء والموسيقى كونه يعزف على الناي "تبحا" أو " تغانيمت" التي أعطته التسمية التي  عرف بها.
هذا الفنان الذي لم يعد يؤثث فضاءنا كما في السابق،رغم ظهوره المحتشم في قناة تمازيغت وفي موسم الخطوبة بإملشيل فإنه  في طريقه إلى الانقراض وسيختفي من حياتنا بالرغم من سمو فنه.إنه فنان محترف ومتكامل في اعتقادي يمتهن ، كما أشرت إلى ذلك سابقا ، الموسيقى والغناء والتمثيل و لا يعرف عملا أخر غير المرح والتسلية لإسعاد الآخرين .
 لقد كنت محظوظا كوني تمكنت من حضور أحد عروضه و يرجع ذلك إلى نهاية الثمانينات، حينها كنت أدرس في المستوى الثاني ابتدائي و كانت المناسبة تصوير البرنامج التلفزيوني سباق المدن، هذا البرنامج الذي كانت تتوفر فيه جميع مواصفات النجاح حيث تتسابق مدينتين فنيا و ثقافيا ويتفنن السكان و المنتخبون المحليون في إبراز المؤهلات السياحية الخاصة بكل مدينة على حدى . مثل هذه البرامج هي التي نحن في أمس الحاجة إليها في أيامنا هذه عوض ما يتم بته عبر القنوات الرسمية حاليا، البرامج التي تضمن التسلية و التثقيف و التعريف بمؤهلات المدن المغربية و خصوصا المنسية منها.حينها تم تصوير عرض لبوغانيم داخل قصبة  (إغرم)  "تاشويت" بمدينة ميدلت، و السبب هو وضع هذا الفنان في فضاءه خصوصا و أنه كان معروفا بتجواله بين "إغرمان" ليدخل الفرحة إلى قلوب ساكنتها طوال السنة و بشكل خاص في "أنبدو" موسم الصيف و الحصاد وبالمقابل يعيش بما يجود به السكان.
أتمنى أن أكون قد أعطيت فكرة عن هذا الفن بالرغم من علمي المسبق ببساطة ما كتبته لأن الموضوع يحتاج إلى بحث. إن هدفي هو فقط لفت الانتباه لهذا الفن و التعريف به بكل بساطة.

 عزيرو




ملاحظة: الموقع مفتوح أمام كل من لديه موضع للنشر. لا تبخلوا علينا بتعليقاتكم و شكرا.
  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدرس الثاني من سلسلة دروس خط و إملائيات اللغة الأمازيغية

كتاب نحوُ الأمازيغية للتحميل

مسرحية أوسان صميدنين