المشاركات

جانب من المظاهر الثقافية والاجتماعية بقصور ميدلت ‏

صورة
إن الزيّ والوشم وتسريحة الشَّعر والرقص وكذا طقوس ومراسيم الأعراس، سمات وعلامات أنثروبولوجية لها دلالة تميز القبيلة الأمازيغية عن مثيلاتها، كما تُشكل أساس الانتماء للجماعة وركيزة الإحساس والشعور بالهوية المشتركة ضمانا للتناغم بين كافة أطياف القبيلة. فإذا كانت هذه العلامات عند القبائل الأمازيغية في السفوح الشرقية للأطلس الكبير قد حظيت ببعض من الاهتمام من طرف أبناءها تعريفا وتدوينا، فإن مثيلاتها في السفوح الشمالية لم تكن محظوظة بل الأكثر من ذلك اندثرت بفعل هبوب رياح العولمة مند أن وطأت أقدام الرجل الأبيض أرض أوطاط أيت إزد گ ، فكيف كانت المرأة الميدالتية تتزيّن لتمارس إغراءها الفطري بوشمها وتسريحة شعرها ولباسها؟ وكيف يتم الاستعداد لحفلات الأعراس؟ الوشم يذهب جل الأنتربولوجيون إلى التأكيد على أن الوشم فوق جسد المرأة هو دليل على الاكتمال والنضج الجنسي وعلامة على الخصوبة، فلا تُوشم إلا الفتاة المؤهلة للزواج، حسب الرواية الشفوية فالفتاة قبل الزواج لا تَخطّ سوى وشم على شكل غصن نخلة أو خطوط على الذقن، تضاف إلهيا بعد الارتباط رموزا أخرى دالة على الخصوبة على الجبين وعلى الخدين تكون على شكل

ميدلت محاولة التأصيل

صورة
           كثيرة هي الأعلام الأمازيغية التي لا تبوح بسرّ معناها وتحتفظ به في أعماق التاريخ، ويأتي التداول عبر الزمن ليُدخل تعديلات عليها إما بتغيير أماكن الحروف أو إبدال حرف بأخر ليزيد من تعقيد مهمة فهمها وتأويلها وتصنيفها، ومن هذه الأعلام اسم "ميدلت". إن اسم المكان ليس ترفا يمكن تحييده بل يكاد يكون الجوهر لارتباطه الوثيق بشبكة من العناصر ذات الأبعاد الثقافية والهوياتية. إن أي دراسة طوبونيمية تستدعي منا الحذر الشديد حتى لا نسقط في التحاليل والتأويلات السطحية أو ما يصطلح عليه القدف بالتخمين، بالبحث عن قرابة محتملة مع بعض الأعلام الأخرى في وقتنا الحاضر واقتراح فرضيات ك "mi-delta" "tismdelt" "m-ddlt" ...إلخ، وهذا تشويه للغة وإساءة لها أكثر مما هو شيء أخر.  من المعروف أن موقع المدينة كان يُعرف قبل مجيء الاستعمار الفرنسي ب "أُوظاظ"، وأهم ما يطبع المعطيات المصدرية عن هذا  الاسم هو نذرتها، كما أن عملية النقل من مصدر لآخر تؤدي إلى تحريف الأسماء، فاسم "أوظاظ" بالظاء لاوجود له في المصادر التاريخية المعروفة التي  اطلعنا عليها بل

قصور ميدلت: تشاويت

صورة
بقلم محمد أعزيرو المكان عنصر أساسي من عناصر وتفاصيل الحدث، فالوقائع والأحداث تكون ضمنه، ويستحيل بالتالي تصوّرها بدونه، وسيصعب تذكّرها أو إثباتها مع زوال المكان الذي احتضنها، ونهدف من خلال رواية تاريخه إلى تعميق فكرة الانتماء في الوجدان والحفاظ على الذاكرة الجماعية، ورسم خريطة زمانية وثقافية تعيش لتبقى حية وفاعلة في ضمير وهوية أبناء المدينة.  بعد المقال الأول من سلسلة قصور ميدلت الذي حمل عنوان " إِخْرَمْجِيوْنْ القصر اللُّغز "، هذا فصل أخر من تاريخ المدينة، لم تكتب تفاصيله أبدا، ومازال يعتريه غموض كبير، تاريخ قصر تصدر بالأمس المشهد بما جرى فيه من أحداث وتفاعلات إثر تمرده، وبما يضمه من عمائر كانت واستمرت لتحكي حكايات لها دلالتها وتاريخها. المكان الذي وُلدت فيه، ودرجت عليه مع أترابي، وشكل ذاكرتي الأولى، إنه إغرم ن "تَشَاوِيتْ"، أخر قصر لأيت إزد ڭ في سافلة واد أطاط على الضفة اليسرى نزولا، يتراءى لزائر المدينة والساكن فيها، وهو واقف بشموخ، يمين الطريق الوطنية رقم 13 في اتجاه مكناس. أصل التسمية الدراسة الطوبونيمية ليست مجرد دراسة لاسم مكان وتوضيح مع