الدرس الأول من سلسلة دروس خط و إملائيات اللغة الأمازيغية

تقديم
نتوخى من خلال هذه الدروس تزويد أساتذة و أساتذات المدارس العمومية و الخاصة من جهة، و المهتمين بالأمازيغية، من جهة أخرى، بجملة من المعارف التي ستمكنهم من اكتساب مهارة الكتابة و القراءة باللغة الأمازيغية.
 و يشمل برنامج الدروس تقديما لألفبائية تيفيناغ – يركام  و للأوفاق التي وضعها واعتمدها مركز التهيئة اللغوية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بالإضافة إلى عرض لأسس البنيات الصرفية للفعل و الاسم في اللغة الأمازيغية، وكذا لأسس البنيات التركيبية للجملة فيها.
وللمزيد من الإطلاع على المعارف المتعلقة باللغة الأمازيغية كتابة وصرفا وتركيبا ، يمكن للأساتذة الرجوع إلى الكتابين " مدخل إلى اللغة الأمازيغية"  و " Eléments de  grammaire Amazighe " اللذين أخذت منهما هذه الدروس من طرف مركز التهيئة اللغوية خلال تكــوين المكــونين - مجزوء اللغة -.
.
 1.  تيفيناغ إيركام :
لقد عُرفت عدة أوجه من الحرف الأمازيغي، تيفيناغ، منذ القدم عبر تشابهاتها وبعض تبايناتها. وتشكل الأوجه الحديثة لتيفيناغ المولدة تطويرا وتحسينا وكذا إصلاحا للأوجه القديمة لتتوافق مع الخصائص الصياتية الحالية لفروع الأمازيغية. لذاك فإن وضع كتابة معيارية للأمازيغية يمر بالضرورة عبر اختيار وجه من أوجه تيفيناغ يحقق غايتين :
أ – الاحتفاظ برابط قوي مع مختلف أوجه الفبائية تيفيناغ التاريخية والحالية، وبالتالي ضرورة الاستقاء من معين مختلف تلك الأوجه قبل اللجوء إلى ابتداع رموز جديدة، وهو أمر يتعين ألا يلجأ إليه إلا عند الضرورة القصوى.
بتكييف الألفبائية الجديدة مع بنيات الأمازيغية المعيار التي تقتضي اللجوء في بعض الأحيان إلى إدخال بعض التغييرات الموحِّـدة على المتن المنطوق نفسه للغة.
ولبلوغ هاتين الغايتين، يتعين احترام المبادئ الأربعة التالية : الأساس التاريخي للحرف، بساطة رسم الحرف، عدم التباس قيمة الحرف، الاقتصادية العامة.
ولوضع لائحة الحروف التي تتكون منها ألفبائية تيفيناغ-يركام ،تم اللجوء إلى المقارنة بين مختلف أوجه تيفيناغ من أقدمها إلى أحدثها. وبالإضافة إلى المبادئ المشار إليها أعلاه، أخذت بعين الاعتبار معايير أخرى في اختيار الحروف. من ذلك مثلا اطراد ورود الحرف المعين في مختلف أوجه الخطوط الليبية القديمية وخطوط تيفيناغ بمفهوممها العام؛ كما تؤخذ السهولة الحركية لكتابة الحرف يدويا (facilité psycho-motrice) بعين الاعتبار، إضافة إلى جمالية الحروف وانسجام تآليفها في النظام التيفيناغي المقترح، أي تيفيناغ-يركام.
وهكذا فإن كافة الحروف المشتركة والكثيرة الاستعمال في تدوين أصوات الأمازيغية قد تم اعتمادها كما هي دون تردد لكي تدمج في نظام تيفيناغ-يركام. في حين تم إدخال تعديلات على حروف أخرى حسب ما تقتضيه سلمية المباديء السابقة، كما استحدث رموز قليلة جديدة عند الاقتضاء اعتمادا هندسة الأساس الكاليغرافي التاريخي.
1. 2 . اتجاه الكتابة، التنقيط، التسميات والترتيب
أما من حيث اتجاه الكتابة، فقد كتبت أمازيغية المنقوشات القديمة في اتجاه أفقي، من اليسار إلى اليمين، أو من اليمين إل اليسار، كما كتبت عموديا من الأسفل إلى الأعلى، أو من الأعلى إلى الأسفل. إلا أن الاتجاه الأكثر اعتمادا لكتابة الأمازيغية هو الاتجاه الأفقي من اليسار إلى اليمين، وهو الاتجاه المعتمد في تيفيناغ-إيركام.
أما علامات التنقيط المعتمدة في نظام تيفيناغ-يركام فهي العلامات المتعارف عليها في الأنظمة الكتابية التي تعتمد نفس الاتجاه في الكتابة مثل الفرنسية والانجليزية والاسبانية ( وهي : ( ) / / ! / ? / : /; /, /. إلخ).
كما تستعمل الكتابة الأمازيغية الحديثة كذلك جميع الأرقام المتداولة في المغرب ( وهي : 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9،  0...إلخ.) بسيطة كانت أم مركبة، وكذا كافة رموز العلاقات المنطقية المتعارف عليها (وهي : +، - ، ×، ÷ % ، b a c e p ).
أما بخصوص تسمية أعيان الحروف تيفيناغ-يركام، فلقد اعتمد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية صيغة المقطـع  الواحد، (ياب، ياكَـ، ياد) بالرغم من أن صيغة المقطعين (ابا، اكَا، ادا) معروفة في المغرب كما في تسمية رف الزاي المفخمة بـ ' اژا ' [‍Ç].
ثم إن للترتيب الألفبائي في اللغات المهيأة فائدة تربوية في مجال التعليم والتعلم، وفائدة تطبيقية من خلال استعماله في مجال وضع واستشارة المعاجم. وينبني على هذا أن معيرة الترتيب الألفبائي يعد جزءا من تهيئة اللغة. وفي أفق تمكين المتعلم المغربي من استعمال درجة معينة من تحويل كفاءاته المكتسبة ما بين الأنظمة الألفبائية التي يحتك بها، وهي الآن الألفبائية العربية، والألفبائية اللاتينية والألفبائية الأمازيغية، فقد اتفق على ترتيب ألفبائية تيفيناغ-يركام، في حدود ما هو ممكن، حسب نفس الترتيب الموجود سلفا في حوض البحر الأبيض المتوسط، ألا وهو الترتيب السامي اليوناني اللاتيني، ذو الأصل الفينيقي، وهو الترتيب الذي أصبح تقليديا وكونيا. (وهو : أ، ب، ج، د، [...] ك، ل، م، ن ...). وفي هذا الإطار، تم إدراج بعض أحرف الفونيمات التي تتختص بها اللغة الأمازيغية، مثل الطبقيات المشفهة، في المواقع المناسبة لها من ذلك الترتيب القاعدي العام، إذ يتم إيرادها مباشرة بعد الفونيمات البسيطة المقابلة لها، وذلك مثل : Å/g ، Æ/k ، Ï/t ، ä/d ، Ç/z ، ã/s ،  ë/r .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدرس الثاني من سلسلة دروس خط و إملائيات اللغة الأمازيغية

كتاب نحوُ الأمازيغية للتحميل

مسرحية أوسان صميدنين